سرطان الدماغ

سرطان الدماغ

  • - لا تُعدّ أورام الدماغ من الأمراض النّادرة، إذ أنّ آلاف الأشخاص يعانون سنويّاً من الإصابة بأورام الدّماغ وباقي الجهاز العصبي. كما أنّ تشخيص أورام الدّماغ وعلاجها يعتمد بشكل أساسيّ على نوع هذا الورم، ودرجته، والمكان الذي بدء ظهوره فيه.
  • - كما أنّ هناك نوعان رئيسان لسرطان الدماغ، هما: السّرطان الأولي، والسّرطان النقائلي. حيث يبدأ سرطان الدّماغ الأولي في الدّماغ نفسه، بينما يبدأ سرطان الدّماغ النقائلي في أيّ مكان من الجسم، ثمّ ينتقل بعدها إلى الدّماغ. وربّما تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة، ويمكنها أن تنمو بسرعة.
  • - فما هو سرطان الدماغ؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
  • - أولًا: تعريف سرطان الدماغ:
  • - هو مرض يحدث نتيجة نمو خلايا غير طبيعية سرطانية في نسيج الدماغ، مما يشكل كتلة من نسيج سرطاني تسمى بالورم وتؤثرعلى وظائف الدماغ كالحواس، والتحكم بالعضلات، والذاكرة، ووظائف أخرى، وله نوعان رئيسيان وهما سرطان الدماغ الأولي وهو نتيجة خلايا دماغية سرطانية، وسرطان دماغ ثانوي وهو نتيجة خلايا سرطانية تنتشر من مناطق أخرى في الجسم لتصل إلى الدماغ، ولا يعتبر سرطان الدماغ مرضاً شائعاً.
  • - ويذكر أن هناك أوراماً خبيثة وأخرى حميدة، فالأورام الخبيثة تنمو وتنتشر بشراسة وعدوانية، وتسيطر على الخلايا السليمة عبر الاستيلاء على مكانها وغذائها، أم الحميدة فلا تنمو بشراسة أو عداونية، ولا تنتشر إلى أعضاء أخرى من الجسم، كما أنها لا تغزو خلايا الدماغ ولا تنمو بسرعة، وعلى الرغم من ذلك فإن الورم سواء أكان حميداً أم خبيثاً يسبب مشكلة في الدماغ، فهو منطقة مغلقة وتسبب زيادة الخلايا داخله بحدوث ضغط على الجمجمة، أو تشويه للأنسجة المحيطة بالورم، مما يؤثر على قدرة الدماغ ووظائفه.
  • - أسباب سرطان الدماغ:
  • - ينتج السرطان بسبب انقسام ونمو خلايا خارجة عن السيطرة في الجسم، ويبدأ الأثر الضار لهذا المرض عندما تنقسم الخلايا المصابة بشكل خارج عن السيطرة، وتشكل كتلًا أو تجمعات من الأنسجة تسمى الأورام، بعض الأورام تعتبر حميدة؛ أي أنها تستقر في مكان محدد ولا تنمو لحجم أكبر، بينما تعتبر الأورام الخبيثة خطيرةً جدًا، ومن الممكن أن تنتشر وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم في حال عدم علاجها، ويتعارض نمو الأورام مع الوظائف الطبيعية في الجسم، لكن الأخطر هو دخول السرطان إلى الجهاز اللمفاوي؛ حينها يكون انتشاره أسرع وقد يصل إلى الأعضاء الحيوية.
  • - عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الدماغ:
  • 1- العمر: من الشائع إصابة الأطفال وكبار السن بسرطان الدماغ، ولكن من الممكن أن يصاب به الناس في أي عمر أيضاً.
  • 2- الجنس: عادة ما يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدماغ مقارنة بالنساء، ولكن هناك أنواع محددة منه شائعة أكثر بين النساء كالورم السحائي (بالإنجليزية: Meningioma).
  • 3- التعرض للمواد الكيميائية: إذ قد يزيد التعرض لمواد كيميائية كالمواد المذيبة (بالإنجليزية: Solvents)، والمبيدات الحشرية، والمنتجات النفطية، والمطاط، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الدماغ، ولكنه لا يوجد إلى الآن أي أدلة علمية كافية تؤيد ذلك.
  • 4- تاريخ عائلي للمرض: قد ترتبط 5% من حالات سرطان الدماغ بالوراثة والجينات، وتاريخ عائلي بالإصابة بعدة اضطرابات أخرى كمتلازمة لي-فراوميني (بالإنجليزية: Li-Fraumeni syndrome)، والورم العصبي الليفي، ومتلازمة سرطان الخلايا القاعدية (بالإنجليزية: Nevoid basal cell carcinoma syndrome)، والتصلب الدرني.
  • 5- التعرض للعدوى، والفيروسات، ومسببات الحساسية: أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أنه يمكن لبعض الفيروسات أن تسبب اضطرابات في الدماغ تؤدي إلى إصابته بالسرطان، كما من المحتمل أن يسبب التعرض المستمر لمسببات الحساسية ورماً في الدماغ على المدى الطويل.
  • 6- المجالات الكهرومغناطيسية: على الرغم من أن العلاقة بين المجالات الكهرومغناطيسية القدامة من خطوط الكهرباء، والهواتف الخلوية، والالكترونيات وسرطان الدماغ أمر شائع، إلا أنه لم تستطع الدراسات حتى الآن إثبات وجود علاقة كهذه، ولكن تنصح منظمة الصحة العالمية بالتقليل من استخدام الهواتف الخلوية للأطفال والبالغين أيضاً.
  • 7- العرق: إذ أن الأشخاص البيض في الولايات المتحدة على سبيل المثال أكثر عرضة للإصابة بالورم الدبقي (بالإنجليزية: Gliomas)، بينما يكون أصحاب البشرة السوداء أكثر عرضة للإصابة بالأورام السحائية (بالإنجليزية:Meningioma)، كما تزيد فرصة إصابة الأشخاص الذين يرجع أصلهم إلى شمال أوروبا بأورام الدماغ بمقادر الضعف مقارنة باليابانيين.
  • 8- التعرض للإشعاع: تؤدي زيادة تعرض الدماغ للإشعاعات كالأشعة السينية، إلى زيادة خطر الإصابة بأروام الدماغ.
  • 9- التعرض لإصابات أو نوبات: تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين الإصابات الشديدة للرأس والأورام السحائية في الدماغ (بالإنجليزية: Meningioma)، كمان أن وجود تاريخ مرضي طويل من الإصابة بالنوبات مرتبط بأورام الدماغ، ولكن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
  • 10- التدخين.
  • 11- الإصابة بمرض الإيدز.
  • - أعراض سرطان الدماغ:
  • - قد تتفاوت الأعراض بالاعتماد على مكان الورم الدماغي، ولكن قد تظهر أعراض مع أنواع مختلفة من الأورام الدماغية مثل:
  • 1-  الصداع: قد يكون أكثر حدةً في الصباح أو عند استيقاظ المريض في الليل.
  • 2-  النوبات والتشنجات.
  • 3-  صعوبات التفكير والتكلم والتعبير.
  • 4-  تغيرات الشخصية.
  • 5-  ضعف أو شلل في أحد جانبي الجسم أو كليهما.
  • 6- اختلال التوازن أو الدوار.
  • 7-  تغيرات الرؤية.
  • 8-  تغيرات السمع.
  • 9-  خدر الوجه أو التنميل.
  • 10- الغثيان أو الإقياء وصعوبة البلع.
  • 11-  الارتياب والارتباك.
  • - ويشار إلى أن هذه الأعراض تصيب معظم المرضى بشكل تدريجي وبطيء جداً، ما قد يؤدي إلى عدم ملاحظة المريض نفسه وعائلته لها إلا بعد مدة طويلة. أما في حالات قليلة، فهي تظهر بشكل متسارع.
  • - ويذكر أن بعض المصابين تظهر لديهم الأعراض أكثر وضوحاً بناءً على مكان الورم. فعلى سبيل المثال، إن كان الورم يقبع بشكل رئيسي في الفص الجبهي من الدماغ، فإن ذلك يؤدي إلى مشاكل سلوكية بشكل خاص.
  • - أما إن كان في الفص الصدغي، فإن الذاكرة ستتأثر بشكل خاص.
  • - تشخيص سرطان الدماغ:
  • - يمكن لآليات معقدة من التصوير أن ترصد الأورام الدماغية. تتضمن أدوات التشخيص الرسم السطحي المحوسب CT أو CAT Scan والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI، ويمكن لمقاطع أخرى من التصوير بالرنين المغناطيسي أن تساعد الجراح في التخطيط لاستئصال الورم اعتمادًا على موقع مسار الأعصاب الدماغية الطبيعية، ويُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء العمل الجراحي لتوجيه إجراء الخزعات واستئصال الورم.
  • - ويُستخدم الرنين المغناطيسي الطيفي MRS لفحص البنية الكيميائية للورم وتحديد طبيعة الآفة التي تظهر في التصوير بالرنين المغناطيسي، كما يمكن أن يساعد الرسم السطحي بالانبعاث البوزيتروني PET scan في الكشف عن الأورام الدماغية الناكسة (المتكررة).
  • - علاج سرطان الدماغ:
  • 1- الجراحة: من المعروف عمومًا أن الاستئصال الكلي أو الجزئي للورم الدماغي سيعود على المريض بالمنفعة، إذ تُعتبر إزالة أكبر قدر ممكن من الورم -دون إلحاق أذى بنسيج الدماغ اللازم لوظائف الأعصاب عند للمريض مثل القدرة على الكلام أو المشي أو غيرها- بمثابة تحدٍ لطبيب الجراحة العصبية.
  • يفتح جراح الأعصاب بشكل تقليدي الجمجمة من خلال حج القحف (إزالة إحدى عظام القحف)؛ لتأكيد وصوله إلى الورم واستئصال أكبر قدر ممكن منه، ويُثبت جهاز الصرف البطيني الخارجي EVD في التجاويف الدماغية أثناء الجراحة لتجفيف السائل الدماغي الطبيعي بينما يتعافى الدماغ من الجراحة.
  • 2- العلاج الدوائي الكيميائي: وتعني استخدام الأدوية المركبة بحيث تقتل الخلايا سريعة النمو مثل خلايا السرطان. وقد يتم حقن الأدوية الكيميائية هذه بشكلٍ مباشر عبر الوريد إما بواسطة الأنبوب المغذي الوريدي أو بالحقن في الوريد أو أن تعطى باستخدام أنبوبة القسطرةوهي عبارة عن أنبوبة رفيعة يتم إدخالها في أحد الأوردة الدموية الكبيرة حيث تبقى مثبتةً هناك لحين انتفاء الحاجة إليها. وأما الأنواع الأخرى من أدوية المعالجة الكيميائية فتؤخذ على شكل أقراص أو حبوب دوائية.
  • 3- العلاج الإشعاعي بالليزر: هي عبارة عن استخدام نوع من الأشعة السينية عالية الطاقة التي تعمل على قتل الخلايا السرطانية. ومن الممكن استخدام الإشعاعات كوسيلة علاجية أساسية أو أن تستخدم بالتزامن مع استعمال أدوية المعالجة الكيميائية وقد يصاحب ذلك إجراء أو عدم إجراء التداخل الجراحي. وتجدر الإشارة إلى أن المعالجة بالإشعاع غالبًا ما تلعب دورًا مهمًا في حالات السرطان عندما يكون في مراحله المتقدمة وذلك بالتخفيف من الآلام وإزالة الانسداد في المجاري التنفسية والتخفيف من حالات ضيق التنفس والسعال.
  • 4- الاستئصال بالليزر تحت سيطرة التصوير بالرنين المغناطيسي: الاستئصال الجراحي الحراري بالليزر: تقنية حديثة تستخدمها بعض المراكز لعلاج الأورام الصغيرة، خاصةً التي يصعب الوصول إليها من خلال المداخلات الجراحية. يتضمن هذا تثبيت قثطرة صغيرة مكان الآفة غالبًا لاستكمال الخزعة، ثم يُستعمل الليزر لجذ (اجتثاث) الآفة حراريًا. استُخدمت هذه التقنية مؤخرًا فقط في معالجة الأورام الدماغية، لذلك من غير المؤكد إلى الآن إن كانت فعالةً على المدى الطويل.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.