حكاية قصيدة "داحس والغبراء"

حكاية قصيدة "داحس والغبراء"

  • - كانت حرب داحس والغبراء واحدة من حروب الجاهلية المؤثرة في التاريخ، حيث استمرت أربعين عاماً، بين قبيلتين من قبائل العرب هما عبس وذبيان، بسبب سباق بين حصان قبيلة عبس المعروف باسم داحس، وحصان قبيلة ذبيان الملقب بالغبراء، حيث أقامت قبيلة ذبيان كميناً لحصان قبيلة عبس لمنعه من الفوز ما أدى لنشوب الحرب بين القبيلتين.
  • - وبعد انتهاء الحرب استهوت قصتها الشاعر زهير بن أبي سلمى أفضل شعراء العصر الجاهلي الذي كان شاهداً على أحداثها، فخلّد ذكرها في معلقته الشهيرة التي دارت أشعارها حول حرب داحس والغبراء.
  • - نص قصيدة داحس والغبراء:
  • - يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا            
  • عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
  • - تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا          
  • تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
  • - وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً       
  •  بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
  • - فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ         
  •   بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ
  • - عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا            
  •  وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ
  • - تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ              
  •  يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ
  • - يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً                  
  •   وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ
  • - فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ            
  •   مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ
  • - أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً          
  •  وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ
  • - فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ            
  •   لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ
  • - يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ        
  •     لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ
  • - وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ        
  •  وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
  • - مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً            
  •   وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
  • - فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا             
  •    وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
  • - فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ              
  • كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
  • - فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا           
  • قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
  • - لعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ       
  •  بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ
  • - وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ          
  • فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ
  • - وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي         
  •  عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ
  • - فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً                
  • لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ
  • - لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ               
  • لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ
  • - جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ              
  • سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ
  • - دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا           
  •  غِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ
  • - فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا            
  •   إِلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ
  • - لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ            
  • دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ
  • - وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ          
  •   وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ
  • - فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ              
  • صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ
  • - لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ           
  • إِذَا طَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ
  • - كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ          
  • وَلا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ
  • - سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ          
  • ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ
  • - وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ          
  • وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ
  • - رأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ        
  • تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
  • - وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ             
  • يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ
  • - وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ     
  • يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ
  • - وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ        
  • عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ
  • - وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ         
  •  إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ
  • - وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ           
  • وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ
  • - وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ       
  •   يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ
  • - وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ         
  • يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ
  • - وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ         
  • يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ
  • - وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ       
  • وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ
  • - وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ     
  • وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ
  • - وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ     
  • زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ
  • - لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ       
  • فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ
  • - وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ          
  • وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ
  • - سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ         
  • وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ
  • - إضافة لقصة "داحس والغبراء" يذخر الأدب العربي بقصص النزاعات القبلية والحروب التي اتخذ منها الأدباء والشعراء موضوعاً لمؤلفاتهم لتكون وثيقة تاريخية تتناقلها الأجيال وإرثاً أدبياً عظيماً.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.