فن الاتصال ومهاراته

فن الاتصال ومهاراته

في البدء كانت الكلمة.. ومعها كان الإنسان، وبها نهضت الحضارات والمجتمعات البشرية.

   قد تستنهض كلماتي هذه عزائم عقول البعض تعجباً، ظناً منهم بأني أحصر وجود الإنسان والمجتمعات بنطاق الكلمة وحدها، لذا سأتابع وأقول: ومن ثم كان الصوت والإيماءات الجسدية، وتلك مجتمعة كانت بذوراً للاتصال والتواصل البشري.

فلطالما لعبت الكلمة دور رسول المشاعر والأفكار في نقل خلجات الروح والعقل، لتغدو بذلك مفتاح الاتصال والتفاعل مع الآخرين سواء أكانوا أفراداً أو مؤسسات أو مجتمعات.

ولعل أبسط وأجمل تعريف للاتصال هو ما جاء على لسان الدكتور إبراهيم الفقي حيث قال "الاتصال كالوميض مهما كان الليل مظلماً فهو يضيء أمامك الطريق دائماً".

  • عناصر الاتصال:

وفي البداية لا بد لنا من التعرف على عناصر الاتصال المتمثلة بـ:

- المرسل:  وهو الفرد أو المنظمة أو الجماعة التي تقوم بإرسال الرسالة (مصدر المعلومات).

- الرسالة: تتضمن الآراء والأفكار والمعلومات المراد نقلها وإرسالها.

- القناة: وهي وسائل الاتصال التي قد تكون شفوية كما هو الحال في الاتصال الهاتفي، أو كتابية كما هو الحال في المذكرات والتقارير، أو شفوية وبصرية كما هو الحال في الرسائل الإعلامية المتلفزة.

- المستقبِل: هو الفرد أو الجماعة أو المنظمة التي ترسل إليها الرسالة أي الجهة المستقبلة والمفسرة للرسالة.

- رجع الصدى: ويقصد به الاستجابة، وردود الفعل الناتجة عن استقبال وفهم وتفسير مكونات الرسالة.

والاتصال يتألف من: (7%) من الكلمات و(38%) من الطريقة التي قيلت بها الكلمات و(55%) من لغة الجسم أي الحركات والإيماءات المرافقة لتلك الكلمات. حيث تبين الكثير من الدراسات "أننا نهتم بما نراه أكثر من اهتمامنا بما نسمعه". (من مذكرة صندوق تنمية الموارد NLP)

  • معوقات الاتصال:

هنالك عوامل قد تشوش وتعيق انتقال الرسالة من المرسل إلى المستقبل أو وصولها بهدوء، ويجب قدر الإمكان تلافيها لتحقيق الاتصال الفاعل، نذكر منها:

- معوقات لغوية.

- صعوبات نفسية.

- معوقات ناشئة عن الفروق الفردية.

- معوقات تنظيمية.

- إساءة استعمال أدوات الاتصال.

- المقاطعة المادية للاتصال.

- الاختيار الخاطئ لوسيلة الاتصال.

- غياب المعلومات المرتدة. (د. سامي عبد العزيز مهارات الاتصال)

  • أقسام الاتصال 
  • أولاً/ الاتصال اللفظي:

وهو يهتم أساساً بالكلمات المنطوقة أو المكتوبة. و نلاحظ اختلاف الاتصال اللفظي من شخص إلى أخر، و يمكن تقسيم الناس بناء على الاتصال اللفظي إلى ثلاثة أنماط:

  • (النمط البصري): وهو الذي يستخدم كلمات مثل: أنا أرى، من وجهة نظري...
  • (النمط السمعي): وهو الذي يستخدم كلمات مثل: هل سمعت عما جرى، دعنا نفكر بصوت عالي...
  • (النمط الحسي): وهو الذي يستخدم كلمات مثل: أنا أشعر، أنا لدي إحساس بأن....

لذا فأول خطوة يجب أن تتخذها في هذا المجال هو أن تحاول أن تعرف من أي (نمط) أنت؟

ثم عليك أن تعرف الشخص الذي تقوم بالاتصال معه من أي نمط هو؟

وبعد ذلك تستخدم الكلمات المناسبة لنمط هذا الشخص للحصول على اتصال أكثر فاعلية.

  • ثانياً/ الاتصال اللالفظي:

فنمط الشخص لا يعتمد فقط على الكلمات التي يستخدمها، بل يمكنك معرفة نمط الشخص الذي تحاوره من خلال استخدام الإيماءات الجسدية ونبرة الصوت.

- ولغة الجسم تتركز على الرسائل التي يمكنك توصيلها عبر أدوات ووسائل غير الكلمات، ويعبر عنها بأنها اللغة الصامتة، ولها أهمية كبيرة.

ومن أهم وسائل لغة الجسم:

- (الاتصال النظري): فإن استمرار نظرات العينين بينك وبين المستقبل يدعم الثقة بينكما.

- (تعبيرات الوجه): تجنب الوجه الجليدي عند التقديم ولا تفرط في نفس الوقت بالتعبيرات المسرحية.

- (المظاهر): ينبغي أن يتميز مظهرك بالاعتدال والنظافة والتناسق والجاذبية.

- (إشارات اليد): يجب أن تكون مستخدمة بصورة معبرة دون مغالاة.

- (الوقوف): إن انتقال المراسل على خشبة المسرح أو مكان الإلقاء مع إبقاء مساحة معقولة ونشاط وثقة تلائم مستوى الحضور، هو من أهم عناصر لغة الجسم.(من مذكرة صندوق تنمية الموارد NLP)

  • مهارات الاتصال الفعال:

لكي تجعل اتصالك فعالاً يجب تأخذ في اعتبارك بأن الاتصال عبارة عن علاقة تبادلية إنسانية، فيجب عليك البحث عما يثير اهتمام الطرف الآخر وأن تحدد أهدافك بدقة بما يضمن لك التجاوب معها.

إن الاتصال الفعال يعتمد على التفسير الجدي للرسالة، لذا عليك اختيار الكلمات والانفعالات بما يضمن تحقيق التأثير المرغوب من رسالتك.

الإنسان بالدرجة الأولى هو كائن اجتماعي، الأمر الذي يجعل من الاتصال بالنسبة له سلوكاً فطرياً، فهو لا يستطيع العيش على هذه الأرض دون التواصل والتفاعل مع الآخرين، وهذا السلوك بدوره قابل للتعليم والتدريب بحيث ينتقل من كونه مجرد سلوك فطري ليصبح مهارة بمقدورنا العمل على تنميتها والاستفادة منها.