لماذا خلق الله النار؟

لماذا خلق الله النار؟

 

رافق لفظ الجلالة كلمة رحيم، رحمن، عادل، غفور:
  • - قال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ)
  • - قال تعالى: (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا)
  • - قال تعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ)
  • - قال تعالى:(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)
  • فكيف لرب بهكذا صفات أن يخلق نارآ بحجم نار جهنم ويعذب بها الكافرين؟
  • فهل في هذا تناقض؟ أم أنّ النار وهمية غايتها التخويف والترهيب والردع فقط ، وليس لها وجود في الاخرة؟
  • الجواب في السؤال التالي:
لماذا خلق الله جهنم، وقرّر العذاب، وهو الرحيم بعباده؟!
  • - كان لبعض الفلاسفة رأي في هذا الموضوع، فقد ادعوا أن فكرة وجود النار هي مجرد تخويف وليست حقيقة .
  • - جاءت الأديان به كي تخوف الناس، وتجعلهم يكفون عن الظلم والأذى، ويبتعدون عن المعاصي.
  • - كحال الأب مثلاً حين يرهب ابنه أنه سيقتله أو يذبحه فإذا اقترف خطأ أو خالف تعليماته.
  • - فالأب لا يقصد المعنى الحرفي لتهديده، ولن يحدث ما تكلم عنه من عقاب، لأن الأب لا يعذب ولا يقتل.
  • - ومنه فأن فكرة العذاب لو كانت حقيقية فإنها لا تليق برحمة الله وعفوه.
  • هذا الكلام مردود عليه، لأنّ الدين لا يقبل بالأساليب الملتوية، والكذب أمر قبيح، ولا يمكن أن يأتي الله تعالى بكلام غير حقيقي.
  • وإن كان لوسيلة نبيلة، فالغاية لا تبررالوسيلة، ولو افترضنا صحته، لكان احتمال وجوده في مجالات أخرى قائمًا، وهنا لا تصبح للأديان وللشرائع واقعية ولا مصداقية. 
  • من جهة اخرى كلام الله في كتابه العزيز واضح وظاهر بأنّ الجنة والنار والثواب والعذاب أمر حقيقي، موجود وبانتظار أعمالنا وليس للترهيب والترغيب فقط.
  • خير رد من الله تعالى قوله:
  • (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ * وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ)
  • فيأتي الجواب قاطعًا: ﴿قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ﴾
فهل هناك تناقض في العذاب من الرب الرحيم؟
  • الجواب:
  • - هذه النار وهذا العذاب لأهل النار من أجل مصلحة الإنسان نفسه، حيث إنّ لديه غرائز وشهوات يجب كبحها ووضع حد لها على هذه الأرض، فبطش الإنسان للإنسان ، وظلمه وقتله، وزرع الفتن والشر هنا وهناك يجب أن يكون لها جزاء.
  • - ومن ناحية أخرى، فإنّ ذلك من أجل أن يثق الإنسان بعدالة الله وحكمته،من يعيثون في الأرض فسادًا، يظلمون، ويسفكون الدماء، وينتهكون الحرمات، ثم يفلتون من العذاب.
  •  - ليس كلّ مجرم يلقى جزاءه في هذه الدنيا و العدالة يجب أن تأخذ مجراها ويقتص من الظالم.
  • - لا بد من عقاب حتى يثق الإنسان بأنّ العدالة تأخذ مجراها في النهاية، وأنّ المجرم والظالم سيصل إلى مرحلة يدفع فيها ثمن طغيانه وبغيه.
  • - ناهيك عن أولئك الذين قتلوا الآلاف، بل الملايين، مثل بعض الطغاة الذي يكونوا سببًا في حروب يفنى فيها الملايين من البشر
  • فلا مصلحة لله في عذاب أحد والآية الكريمة تقول: 
  • (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ)
  • فإن الله اكبر من ان يفكر بانتقام، خلق النار وأوجد العذاب، وكلّ من في قلبه ذرة من الإيمان ومن الرجاء لله تعالى، فإنّ أبواب الخلاص مفتوحة له
  • رغم هذا فإن رحمة الله واسعة، وهذا ما تؤكّد عليه آيات كثيرة في القرآن الكريم:
  • (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)
  • وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
  • (إِنَّ لِلهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
  • هذا لا يعني أنّ الإنسان يتكل على هذه الرحمة، ويتهاون في المعصية؛ لأنّ الرحمة والمغفرة محتملة وليست حتمية، ويجب ان يكون خائفًا من عذاب الله، وعقابه.
  • نسأل الله وإياكم ان نكون ممن يحرم عليهم النار اللهم آمين.
- وأخيراً:  إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال
يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
- لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعمّ الفائدة.
- ودمتم بكل خير.