من أسرار الحروب اليورانيوم

من أسرار الحروب  اليورانيوم

  •  - في الوقت الذي يأخذ فيه الطيران شكلاً من أشكال الحضارة والتقدم وخدمة الإنسانية نجده ومع عاصفة التطور التكنولوجي المتسارعة التي تجتاح العصر يتجه ليأخذ هيئة شبح يهدد الوجود الإنساني، فبغض النظر عن الخطر الداهم الذي يلف الأرواح البشرية نتيجة لحوادث الطيران التي تكررت على مدارج صفحات التاريخ الجوي، إلا أن الخطر الأكبر الذي يتهدد الحياة الإنسانية هو خطر الشبح المسمى بـ "اليورانيوم ".
  •   - فتحطم طائرة ربما تنحصر خسائره وآثاره للعيان على من هم في متنها من ركاب ومسافرين وطاقم، إلا أن الخطر الأعظم الذي يمتد ليلف آلاف الأحياء من البشر وعلى مر أزمان طويلة هو خطر "اليورانيوم المستنفذ " الذي يعد عنصراً هاماً في صناعة الطائرات، فمن شأنه أن يرسم من خلال احتراقه سلسلة من مخاطر كبيرة تهدد الحياة البشرية.
  •  - هذا يقودنا إلى ضرورة إعادة النظر في حقيقة هذا المعدن والأخطار الكبيرة التي يمكن أن يخلفها استعماله, كما يدفعنا كذلك للبحث في الاستخدامات المتعددة لهذا المعدن المشع وبخاصة في المجالات الحربية والمدنية، ولا سيما الطيران المدني.
  •  - في البدء علينا أن نتعرف على حقيقة اليورانيوم المستنفذ (فهو معدن مشع ينتج عن عملية تحويل اليورانيوم الطبيعي لاستخدامه كوقود ذري، أو في إنتاج الأسلحة الذرية)، إلا أنه يعتبر أقل إشعاعاً من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 40 في المائة.
  •  - وتتصف المعادن الثقيلة من " اليورانيوم – والرصاص – والتنجستين " بارتفاع شديد لنسبة السمية الكيميائية فيها والتي تؤدي زيادة الجرعات منها إلى خلق الكثير من حالات التسمم إضافة لمشاكل صحية أخرى كبيرة.
  •  - من هنا تتبدى لنا ملامح سوء استخدام مفرزات الحضارة، فاليورانيوم يعتبر واحداً من أهم المعادن التي يمكننا استخدامها في بناء وصناعة التكنولوجيا إلا أن المصالح البشرية وللأسف اتجهت بهذه الثروة العظيمة لتضعها في قفص الاتهام.
  •  - واليورانيوم المستنفذ في وضعه العادي لا يشكل خطراً شديد التأثير، وإنما تتعاظم خطورته خلال عملية احتراقه وتحوله إلى غبار أثناء وقوع حوادث الطائرات إذ يتم استنشاقه بعد اتخاذه شكل الغبار، وبالتالي نقله إلى داخل الجسم الحي حيث يأخذ بالتحول ليصبح مادة إشعاعية سامة من شأنها أن تسبب الإصابة بالسرطان عبر تسربها إلى الرئتين ومن ثم إلى الدم لتنتشر بعد ذلك في كل أعضاء الجسم مسببة أضراراً كبيرة.
  •  - ( التجستون ) معدن غير مشع يتصف بكثافة مقاربة لكثافة اليورانيوم، واحداً من المعادن النادرة المرتفعة السعر، اتجهت شركة البوينغ في الفترة الأخيرة إلى الاعتماد عليه  في بناء صناعتها من الطائرات على اعتبار أن خطورته هي أقل من اليورانيوم لكونه يعتبر من معادن الموازنة.
  •  - وكان أشار الباحثون إلى أن سوء اتخاذ الإجراءات الوقائية فيما يتعلق باستخدام اليورانيوم المستنفذ هو السبب الرئيسي وراء ما يرسمه من مخاطر و كوارث بحق البشرية، فعلى الرغم من أن مخاطر اليورانيوم معروفة منذ زمن بعيد إلا أننا مع هذا نلاحظ سوء التعامل مع الحوادث وحرائق الطائرات التي يدخل اليورانيوم في بنائها.
  •  - وقد أشار تقرير أميركي صادر سنة 1984م إلى الأخطار الناجمة عن التعامل مع اليورانيوم بشكل مباشر ونصح بتجنب اللمس المباشر للتجهيزات والصناعات التي يدخل اليورانيوم في تكوينها وكذلك تجنب استنشاق جزيئاته .
  •  - وفي إحصائيات أخيرة تظهر تعاظم الخطر الذي يشكله استخدام اليورانيوم المستنفذ فقد تبين بأن 40 في المائة من طائرات البوينغ المصنعة تحمل اليورانيوم المستنفذ في بعض تجهيزاتها والتي يبلغ عددها ما يقارب 551 تجهيز تم إنتاجها ما بين عامي 1981م _ 1968م.
  •  - بهذا تتبدى لنا ملامح المخاطر الكبيرة التي يهدد بها اليورانيوم حياتنا والتفاقم الكبير في هذه المخاطر عبر تواصل استخدامه في الصناعات العسكرية على وجه العموم والمدنية على وجه الخصوص، وبالتالي يتوجب علينا أن ندرس وبشكل واعٍ كيفية التعامل مع مفرزات الحضارة بحيث لا نحولها من نعمة إلى نقمة تهدد وجودنا.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.