ما المقصود بـ "ثقافة العولمة"؟

ما المقصود بـ "ثقافة العولمة"؟

  • - في الوقت الذي تترامى فيه الأبصار والعقول بحثاً وتمحيصاً في الحضارة البشرية لا تجد أمامها سوى صوراً لحضارة غدت صراعاً اقتصادياً على الموارد والإنجازات وخيارات التكتل ومستقبل التقانة وإدارة الموارد البشرية، حيث اتجهت الحضارة بمنحى المتغيرات المتسارعة والديناميكية التي يشهدها العالم اليوم في مختلف مجالات الحياة والعلوم والمعارف.
  • - وهذا التداخل مع التسارع والانفجار المعرفي الذي يعيشه العالم اليوم، يدفع الناس للتفكير بتفاصيل التوجهات الحضارية وموقعها ومستقبل الأعمال والدول، فالعولمة دفعت الدول نحو التكتل والتعاون الاقتصادي والثقافي للوقوف في وجه الانفتاح.
  • - يذهب بعض الباحثين إلى أن العالم يتجه تحت ضغوط العولمة الزاحفة إلى التمسك أكثر من أي وقت مضى بخصوصياته الثقافية، وكياناته السياسية، وتقاليده وأصوله وأنه في كل مرة كانت العولمة تقترب من اختراق مكونات الثقافة الأساسية.
  • - يرى مايك فيذرستون  مؤلف كتاب "ثقافة العولمة" أنه من الصعب الحديث عن ثقافة عالمية لكنه يشير إلى أن هناك عمليات تحول نحو التكامل، والتشابه من جهة، ونحو التشرذم والتفكك الثقافي من جهة أخرى.
  • - وتذهب عواطف عبد الرحمن مؤلفة كتاب "الإعلام العربي وقضايا العولمة" إلى أن ثقافة العولمة تستهدف الذوق، وقولبة السلوك وتكريس نوع معين من الاستهلاك لأنواع معينة من السلع، والمعرفة والثقافة، تتسم جميعها بالضحالة، والسطحية، والإثارة.
  • وترى أنه عند مقارنة ثقافة العولمة بالثقافات الوطنية في دول الجنوب أو سواها نجد أن الثقافة الوطنية تتميز بالخصوصية، والانتظام داخل أطر تاريخية، وبالقدرة على ربط أهلها بسمات وجدانية، وذهنية مشتركة تتمثل في القيم والذاكرة الجماعية والإحساس المشترك بسمات تاريخية، ومصير واحد، بينما ثقافة العولمة ليس لديها هذه القدرة.
  • - بينما ينظر بشار إبراهيم مؤلف كتاب "النظام الشرق أوسطي" لثقافة العولمة من منظور آخر فيعرِّف ثقافة العولمة على أنها ثقافة ما بعد المكتوب، أي ثقافة الصورة، والصورة هنا هي المادة الثقافية الأساسية التي تسوق على نحو جماهيري واسع، وتلعب الدور الذي كانت تلعبه الكلمة في التاريخ الثقافي. وبطبيعة الحال فالصورة لا تحتاج إلى سياقات لغوية للوصول إلى إدراك المتلقي، فالصورة خطاب ناجز مكتمل له تأثيراته الفعالة وقدرته على الوصول، وهي أيضاً لا تحتاج إلى إطلاع المتلقي اللغوي، وهنا مكمن خطورتها، إذ أنها تحطم الحواجز اللغوية، تماماً كما تحطم العولمة الاقتصادية الحواجز الوطنية والجمركية. في المناخ العولمي أصبح من الممكن أن يتم بث الصورة في نطاق يفيض عن الحدود الجغرافية للمنتج، وغالباً ما يكون شطر هذا البعث موجهاً أصلاً إلى خارج الحدود. وهذا النظام الثقافي السمعي البصري هو أداة استعمالية ذات معطيات على مستوى تكوين المتلقين، وإعادة تكوينهم، وهو بذلك طريقة لمنح الإدراك عند المتلقي إزاء العالم والتعبير عنه.
  • - فثقافة العولمة تدعو إلى معاداة يوتوبيا المثقفين الذين يحلمون بإمكانية تغيير العالم، فترمينا جميعاً تحت عجلات فقدان الإرادة والقدرة على فهم وتشكيل التاريخ، وبالتالي انهيار الحلم بمستقبل مختلف قد يكون أفضل. هكذا تستبدل العولمة وثقافة الإنترنت اليوتوبيا التي هي الواقعية بعينها من حيث هي تعبير عن الحاجة إلى جعل المستقبل يتجاوز الحاضر، تستبدلها بواقعية افتراضية يكمن في جوهرها التسليم بالواقع الرقمي المستحدث الرامي إلى تذويب الفروق الثقافية.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.